Friday, May 23, 2014

أساطير نتنياهو

أساطير نتنياهو!
يحاول بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الحالي، أن يخلق لنفسه قاموساً سياسياً خاصاً به يختلف عن كل سابقيه حتى من مؤسسي دولة إسرائيل، فهو على سبيل المثال يصف مطلب الرئيس أبو مازن بضرورة خلو دولة فلسطين من المستوطنات التي أقامها الاحتلال الإسرائيلي بأنه نوع من التطهير العرقي! وهو يطلق على موضوع اللاجئين حين يطرح على أساس قرار مجلس الأمن رقم 194 بأنه تحطيم لدولة إسرائيل، وهو يرى ضم الأغوار الفلسطينية إلى إسرائيل بأنه سياج حماية من الخطر الإيراني، وهو يطالب الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل!
أعتقد أن أي فلسطيني مهما كان بسيطاً، وأي إسرائيلي يملك الحد الأدنى من العقل، يمكنه أن يسأل نتنياهو بنوع من التحدي، ما هو تعريفه ليهودية الدولة الإسرائيلية؟ هل معنى ذلك أن تكون دولة إسرائيل خالية من مواطنيها غير اليهود سواء كانوا عرباً مسيحيين ومسلمين ودروزا وبهائيين؟ وهل استطاعت إسرائيل طيلة خمس وستين سنة أن تتفق على تعريف من هو اليهودي؟ وهل حقاً تعترف إسرائيل بيهودية كل مواطنيها اليهود مثل اليهود الفلاشا؟ وهل اليهود العرب فلسطينيين وعراقيين ويمنيين ومغاربة ينظر إليهم بدرجة متساوية في إسرائيل؟ أعتقد أن نتنياهو حين يفتح هذا الموضوع سوف ينبعث منه روائح كريهة جداً من العنصرية، وربما يكون نتنياهو قد حفظها واكتسبها جينياً من أيام النازية، والعرق الآري، الأمر الذي ينطبق عليه قول إشعيا النبي " وتعبدون آلهة أعدائكم" فبدلاً من ابتعاد نتنياهو عن أي فعل يذكره بعنصرية هتلر، فإنه يقلدها ويريد استنساخها ضد أهل فلسطين وسكانها وشعبها بل وحتى ضد مواطني دولة إسرائيل أنفسهم!
ما هي يهودية دولة إسرائيل؟
ولمن يريد نتنياهو بيع هذه البضاعة الفاسدة التي ما أن تطرح في السياسة الإسرائيلية حتى تثور الذكريات السلبية، وحتى يتضح أن إسرائيل لا تحب أن تعيش على الحقائق بل ترغب أن تظل قائمة فوق الأوهام، ومن أبرز هذه الأوهام اعتقاد نتنياهو أنه يمكن إقناع العالم بقاموسه السياسي الخاص بأنه يمكن أن يتحقق الأمن دون إقرار أي نوع من الحقوق للشعب الفلسطيني الذي يعيش فوق هذه الأرض، وهو أبرز الحقائق فوق هذه الأرض، وأن هذا الشعب الفلسطيني يريد السلام ولا يمكن للسلام أن يتحقق بدون تلبية حقوقه، وأن هذه الحقوق الفلسطينية هي اليوم أبرز العناوين في قاموس السياسة العالمية، وأن هذه المفاوضات الجارية بين أميركا وإسرائيل موضعياً وليس بين فلسطين وإسرائيل حسب الادعاءات، لا أفق أمامها إذا لم تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها دولة مستقلة للشعب الفلسطيني خالية من أي وجود للاحتلال الإسرائيلي.

No comments:

Post a Comment